إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
173994 مشاهدة print word pdf
line-top
بُعد ما بين السماوات والأرض

...............................................................................


كذلك أيضًا بعد ما بين السماوات والأرض ذكر بعضهم في تفسير قول الله تعالى: تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ قالوا: إن هذا بعد ما بين أسفل الأرض السابعة إلى العرش، وقالوا: إن كل أرض كثفها يعني غلظها يعني خمسمائة سنة وما بين الأرضين خمسمائة سنة، وتكون سبعة آلاف.
كل أرض كثف ما بينها وبين الأرض الأخرى ألف فتكون سبعة آلاف، وكذلك السماوات فبين كل سماء خمسمائة وما بينها وبين السماء التي فوقها خمسمائة فتكون أيضا سبعة آلاف. أي: من أسفل الأرض السفلى إلى أعلى السماء العليا مسيرة أربعة عشر ألف سنة، وما بين السماء السابعة والعرش قالوا: إنه مسيرة ستة، وثلاثين ألف سنة حتى تتم خمسين ألف سنة لا شك أن هذا دليل على عظمة الله سبحانه، فهذه مخلوقاته وهي كلها صغيرة بالنسبة إلى عظمته، ثم إنه سبحانه قريب من عباده وصف نفسه بصفات دالة على قربه، وسمعه، وبصره، وقدرته، وسعة علمه فوصف نفسه بأنه السميع في قوله تعالى: إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى يسمع دبيب النملة السوداء كما ورد في الحديث، ويرى جريان الماء في عروق الشجر لا يخفى عليه شيء من ذلك؛ لأنها كلها خالقها وتحت تدبيره، وتحت تصرفه.

line-bottom